المقالات

مملكة داخل مملكتنا

تعدد الزوجات في الإسلام: رخصة شرعية بضوابط إلهية

تخيل عزيزي القارئ ان يتزوج الرجل بعد التخرج من 4 نساء

في الواقع، الزواج من أربع نساء في وقت واحد هو أمر متاح ومسموح به في الشريعة الإسلامية، ويُعرف باسم تعدد الزوجات، ولكن بضوابط وشروط صارمة تتعلق بالقدرة المالية والعدل بين الزوجات في المعاملة والنفقة والمبيت.

يُعد موضوع تعدد الزوجات من القضايا التي تثير الكثير من النقاش، ورغم أنه كان ممارسة شائعة في الحضارات القديمة، إلا أن الإسلام جاء لِيُنظّمه ويضع له حدوداً وشروطاً صارمة، تجعله رخصة إنسانية واجتماعية لا فوضى عاطفية أو شخصية.

إذا أردنا أن نتخيل هذه الحالة بالتحديد (الزواج من أربع نساء بعد التخرج مباشرة)، فإنها ستثير الكثير من التساؤلات والتحديات المتعلقة بـ:

الوضع المالي: سيكون لدى هذا الشاب الذي تخرج حديثًا القدرة المالية الكافية لتغطية نفقات ومسؤوليات أربع زوجات وأي أبناء محتملين.

العدل والتنظيم: سيكون قادراً على ادارة وقته وعواطفه ومسؤولياته ليضمن العدل التام بين الزوجات الأربع، كما تقتضيه الشريعة وهذا نضجًا استثنائيًا ومهارات تنظيمية عالية.

الاستعداد العاطفي والاجتماعي: يمتلك الشاب النضج الكافي لدخول مثل هذه الحياة فورًا بعد التخرج وسيكون رد فعل المحيط الاجتماعي والأسر لهذه الخطوة الجريئة والسريعةايجابياً

 

الحدود الشرعية: “مثنى وثلاث ورباع”
الأساس الشرعي لتعدد الزوجات هو قوله تعالى في سورة النساء:

﴿فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا﴾ (النساء: 3)

هذه الآية وضعت سقفاً أقصى لا يجوز تجاوزه وهو أربع نساء. وبهذا، يكون الإسلام قد قنّن ممارسة كانت بلا حدود في الجاهلية، وألزم بها شرطاً جوهرياً.

الشرط الأهم: العدل
الركن الأساسي والضابط الأهم لممارسة التعدد هو العدل. وقد ربطت الآية بين إباحة التعدد والخوف من الجور، فجعلت العدل شرطاً للزيادة عن زوجة واحدة.

﴿فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً﴾

ويشمل العدل الواجب هنا ما يلي:

العدل في النفقة: توفير المأكل والمشرب والملبس والسكن المناسب لكل واحدة حسب حالها وطاقتها.

العدل في المبيت والقسم: تخصيص وقت متساوٍ للمبيت عند كل زوجة، دون محاباة أو تفضيل لإحداهن على الأخرى.

أما العدل في الميل القلبي والمحبة، فقد رفع الله الحرج فيه، لأنه خارج عن إرادة الإنسان، ولكن حذّر من الإفراط فيه الذي يؤدي إلى إهمال الزوجة:

﴿وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ﴾ (النساء: 129)

الحِكمة من إباحة التعدد
لم يكن التعدد مجرد إشباع لرغبة شخصية، بل شُرّع لخدمة مصالح أسرية واجتماعية واسعة، ومنها:

المعالجة الاجتماعية: يساهم في حل مشكلة تزايد أعداد النساء القادرات على الزواج مقارنة بالرجال (خاصة بعد الحروب)، مما يحمي المجتمع من الفساد ويصون المرأة.

تكثير الأمة: يساهم التعدد في زيادة النسل، تحقيقاً لهدف النبي صلى الله عليه وسلم: “فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة.”

دوافع خاصة: قد يحتاج الرجل إلى الزواج من أخرى لعدم قدرة الزوجة الأولى على الإنجاب، أو لمرضها المزمن الذي يعيقها عن القيام بحقوق الزوجية، أو لشدة شهوة الرجل مع عجزه عن الاكتفاء بواحدة.

كفالة الأرامل والأيتام: يعد وسيلة لدمج الأرامل والمطلقات وكفالة أبنائهن في أسرة متكاملة، وهذا من أقوى أهداف التعدد تاريخياً.

الخلاصة
تعدد الزوجات في الإسلام هو رخصة مشروطة بالعدل المطلق في الحقوق الظاهرة (نفقة ومبيت)، وبالقدرة البدنية والمالية. وهنا نتخيل ان كل منهن انجبن 10 ابناء يكون المجموع 44 فبهذا العدد تكون حاكم على مملكتك التي هي داخل مملتكنا الغالية وكلنا نخدم الدين ثم المليك والوطن

فمن لم يجد في نفسه هذه القدرة أو خاف الجور، وجب عليه الاقتصار على زوجة واحدة، تحقيقاً لمبدأ حفظ الحقوق واستقرار الأسرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم Adblocke

https://rmse.sa/wp-content/uploads/2025/02/Download-Adblock.webp