مختبر “روبوتكس باي” يعزز ريادة السعودية في الذكاء الاصطناعي والروبوتات

مع تسارع وتيرة التحول الرقمي واتجاه الاقتصادات العالمية نحو الابتكار المعرفي، أصبحت الروبوتات والأنظمة الذاتية ركائز أساسية لبناء مستقبل مستدام ومجتمعات ذكية، وليست مجرد رفاهية تقنية.
وفي هذا السياق، يمثل إطلاق جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) لمختبر الروبوتات المتكامل، المُسمى (روبوتكس باي) Robotics Bay، في أكتوبر 2025، إعلانًا لدخول المملكة العربية السعودية مرحلة متقدمة من التمكين التقني. لقد صُمم هذا المرفق، بمساحته البالغة 1,000 متر مربع، ليكون بمثابة مُسرِّع للابتكار التقني السيادي، يهدف إلى قيادة المملكة للتحول في مجالي الروبوتات والذكاء الاصطناعي.
وتكمن أهميته الجوهرية في قدرته على تحويل الأبحاث المعرفية إلى تطبيقات عملية تخدم الأهداف التنموية لرؤية 2030، وتحديداً في توطين التقنية وبناء مجتمع معرفي يعتمد على الكفاءات المحلية.
بنية تحتية تقنية متطورة
يتميز مختبر (روبوتكس باي) بامتلاكه بنية تحتية تقنية متطورة تضعه في مصاف المراكز العالمية الرائدة، مثل جامعة كاليفورنيا في سان دييغو، ومعهد كاليفورنيا للتقنية (كالتيك)، وجامعة ميشيغان. يشتمل المختبر على ساحة تجارب مركزية واسعة مخصصة لاختبار مجموعة متنوعة من الأنظمة الروبوتية، محاطة بمختبرات متخصصة للبحث والتطوير يشرف عليها أعضاء هيئة التدريس في كاوست.
لقد صُمم المرفق لاستيعاب المنصات الروبوتية متعددة الأنماط في بيئة متكاملة واحدة، سواء كانت:
- جوية: كالمسيّرات والطائرات الروبوتية.
- أرضية: كالروبوتات المتنقلة.
- مائية/تحت الماء: لاختبار الروبوتات البحرية.
هذا التكامل يمنح الباحثين مرونة فائقة في تصميم واختبار الأنظمة الذكية ضمن ظروف واقعية تحاكي الاستخدامات الصناعية والميدانية.
نقطة التقاء محورية
يمثل مختبر (روبوتكس باي) نقطة التقاء محورية بين البحث العلمي والتطبيق الميداني. ويُنتظر أن يساهم المختبر بشكل مباشر في إحداث نقلة نوعية في تقنيات المدن الذكية، والتنقل الذاتي، والبنية التحتية، والخدمات العامة، وهي جميعها أهداف رئيسية لمشاريع رؤية 2030 الكبرى، كـ نيوم والقدية.
وبحسب البروفيسور فيرون، المتخصص في الطيران والنقل: “يُعد مرفق Robotics Bay مساحة مركزية مثالية لإجراء تجارب التنقل المصغرة والمتنوعة الأنماط”. وأشار إلى الميزة الإضافية للمختبر في إتاحة التكامل المباشر مع (أرض التجارب لمستقبل النقل) في كاوست—وهي المنصة المتقدمة الأولى في المملكة لاختبار تقنيات النقل البري والجوي والبحري—مما يختصر كثيراً من زمن تطوير واختبار التقنيات الجديدة.
تأهيل الكفاءات الوطنية
يتجاوز دور مختبر (روبوتكس باي) حدود البحث العلمي، ليكون مركزًا لتدريب وتأهيل الكفاءات الوطنية المتخصصة في الروبوتات والذكاء الاصطناعي. هذا التركيز على بناء الخبرات المحلية يقلل من الاعتماد على التقنيات الأجنبية، ويدعم الأتمتة، ويصنع ثقافة ريادية متقدمة. بالإضافة إلى ذلك، يعمل المختبر على تطوير تطبيقات عملية تُعزز القطاعات الحيوية في المملكة، بما في ذلك الخدمات اللوجستية، والزراعة الذكية، والفحص والصيانة، والدفاع، مساهمًا بذلك في إنشاء منظومة وطنية متكاملة لتقنيات الروبوتات.



