النجومية العالمية على أرض عربية .. عصر المحترفين في الدوري السعودي

شهد الدوري السعودي للمحترفين (دوري روشن حالياً) في السنوات الأخيرة تحولاً جذرياً غير مسبوق، جعله في بؤرة الاهتمام العالمي، وحوّله من دوري إقليمي قوي إلى وجهة مفضلة لكبار نجوم كرة القدم العالميين.
يُعد هذا التحول، المدعوم بالاستراتيجيات الطموحة لرؤية المملكة 2030، قصة نجاح رياضية واقتصادية تهدف إلى رفع مستوى الدوري إلى مصاف الدوريات الخمس الكبرى عالمياً.
ثورة المحترفين:
من الكفاءة إلى النجومية لم يكن اللاعب الأجنبي غائباً عن الملاعب السعودية، فقد مرّ على الدوري نجوم كبار منذ السبعينات، مثل البرازيلي ريفيلينو والمغربي أحمد بهجا والسوري عمر السومة، الذين تركوا بصمات تاريخية وحطموا الأرقام القياسية.
لكن نقطة التحول الكبرى جاءت مع التوسع في عدد المحترفين المسموح بهم (حتى 8 لاعبين أجانب في قائمة كل فريق)، وتدشين برنامج الاستقطاب الضخم الذي استهدف اللاعبين القمة
المرحلة الجديدة:
بدأت بقدوم الأسطورة البرتغالية كريستيانو رونالدو إلى النصر في نهاية 2022، وكانت بمثابة الشرارة التي أشعلت “ثورة النجوم”.
الطوفان العالمي:
تبع رونالدو عدد من الفائزين بالكرة الذهبية ونجوم الدوريات الأوروبية الكبرى، أبرزهم:
كريم بنزيما ونغولو كانتي (الاتحاد)، نيمار وروبن نيفيز (الهلال)، ساديو ماني (النصر)، ورياض محرز وروبرتو فيرمينو (الأهلي)، وغيرهم العشرات من النجوم الذين عززوا جميع الفرق.
التأثيرات المزدوجة للمحترفين على الكرة السعودية لم يكن الهدف من جلب النجوم مجرد تسلية، بل كان استثماراً استراتيجياً له أبعاد متعددة
1. رفع المستوى الفني والرياضي:
جودة المنافسة:
ارتفعت حدة التنافس داخل الملعب بشكل ملحوظ، إذ أصبح كل فريق يضم نجوماً عالميين، مما انعكس على مستوى المباريات وجعلها أكثر متعة وإثارة تكتيكية.
الانتشار العالمي:
أصبح الدوري السعودي محط أنظار الإعلام الدولي، وتضاعفت حقوق البث والاهتمام الجماهيري حول العالم.
2. تطوير اللاعب السعودي:
الاحتكاك والتعلم:
يتيح وجود هؤلاء النجوم الفرصة للاعبين السعوديين الشباب للتدرب والاحتكاك اليومي مع أفضل المواهب العالمية، مما يرفع من مستواهم الفني والاحترافي.
الاحترافية والالتزام:
يتعلم اللاعب المحلي من نجوم عالميين مثل رونالدو وبنزيما ثقافة الالتزام والانضباط والاحترافية العالية خارج وداخل الملعب.
3. التحديات والمخاوف (الإيجابيات مقابل السلبيات):
رغم النجاح المبهر، يواجه هذا التوسع بعض التحديات التي يتم تداركها
الإيجابيات التحديات والمخاوف زيادة القيمة السوقية للدوري والأندية.
تقليص فرص اللاعب المحلي:
قد يؤدي العدد الكبير من الأجانب إلى حرمان اللاعب السعودي من فرصة اللعب الأساسي في بعض المراكز.
جذب الاستثمارات والرعايات التجارية العالمية.
التوازن مع المنتخب:
- ضرورة الموازنة بين قوة الدوري وتأثير ذلك على جاهزية لاعبي المنتخب السعودي.
- نقل الخبرات والمدارس الكروية المتنوعة.
- الحفاظ على هوية الأندية
- التأكد من أن الأندية لا تعتمد كلياً على النجم الأجنبي وتهمل قاعدة الشباب.
خاتمة يمر الدوري السعودي حالياً بمرحلة “التأسيس للعالمية”. إن وجود المحترفين العالميين هو القوة الدافعة التي أعادت تشكيل الخريطة الرياضية في المنطقة. وبينما تستمر الأندية في تعزيز صفوفها بأفضل الأسماء، فإن الهدف النهائي يظل بناء منظومة كروية مستدامة، تجمع بين بريق النجومية العالمية وقوة التكوين المحلي، لتجعل من السعودية مركزاً عالمياً لكرة القدم.

