ألعاب القوى في السعودية: تاريخ من الإنجازات والطموح المستمر

تُعد ألعاب القوى أو “أم الألعاب” من الرياضات التي حظيت باهتمام كبير في المملكة العربية السعودية، وحققت فيها إنجازات لافتة على المستويين القاري والدولي، مدعومة بجهود الاتحاد السعودي لألعاب القوى الذي تأسس عام 1963.
1. الإنجازات التاريخية والأرقام القياسية
شهدت ألعاب القوى السعودية فترات ذهبية، وتمكنت من وضع بصمة قوية في العديد من المحافل الكبرى، أبرزها:
الإنجازات الأولمبية والعالمية:
فضية أولمبياد سيدني 2000: تُعد الميدالية الفضية التي أحرزها البطل هادي صوعان الصميلي في سباق 400 متر حواجز في دورة الألعاب الأولمبية في سيدني عام 2000، الإنجاز الأبرز في تاريخ ألعاب القوى السعودية على المستوى الأولمبي.
برونزية بطولة العالم: حقق العداء سعد شداد الأسمري الميدالية البرونزية في سباق 3000 متر موانع في بطولة العالم لألعاب القوى في غوتنبرغ 1995.
السيطرة الآسيوية والخليجية:
للسعودية تاريخ حافل في البطولات القارية والإقليمية، حيث:
حصدت ألعاب القوى السعودية عشرات الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية في بطولات آسيا والألعاب الآسيوية، خاصة في سباقات السرعة والحواجز والوثب.
برزت أسماء كبيرة في مجال الوثب مثل حسين السبع ومحمد الخويلدي في مسابقة الوثب الطويل.
سجل أبطال مثل يوسف مسرحي في سباق 400 متر (صاحب الرقم القياسي الآسيوي بـ
43.93
ثانية)، ومحمد الصالحي في سباق 800 متر، ومحمد شاوين في سباق 1500 متر، أرقاماً قياسية وطنية وعربية وقارية لا تزال محط فخر.
2. دور الاتحاد السعودي لألعاب القوى
يتولى الاتحاد السعودي لألعاب القوى الإشراف الكامل على اللعبة ويسعى لتحقيق الأهداف التالية:
نشر اللعبة: العمل على توسيع قاعدة الممارسين لألعاب القوى في المملكة.
تطوير الكفاءات: إعداد متخصصين وطنيين في مجالات التدريب والتحكيم والإدارة.
تنظيم المسابقات: إقامة البطولات والملتقيات المحلية بشكل منتظم لجميع الفئات السنية (براعم، ناشئين، شباب، وكبار) لضمان استمرارية اكتشاف المواهب وصقلها.
المشاركات الخارجية: إعداد المنتخبات الوطنية للمشاركات في الدورات الأولمبية، وبطولات العالم، والبطولات الآسيوية والعربية والخليجية.
3. التطورات الحالية ورؤية المستقبل
تخطو ألعاب القوى السعودية خطوات متسارعة نحو مزيد من التطور، متوافقة مع رؤية المملكة 2030 لتعزيز القطاع الرياضي:
استضافة الفعاليات: تزايد استضافة المملكة للفعاليات والمنافسات الرياضية الكبرى، مما يوفر بيئة مثالية للاعبين المحليين للاحتكاك بالمستويات العالمية.
برامج اكتشاف المواهب: التركيز على برامج ومراكز التدريب المتخصصة للناشئين والبراعم لضمان بناء جيل جديد من الأبطال.
دخول العنصر النسائي: بدأت المشاركة النسائية في منافسات ألعاب القوى تأخذ حيزاً أكبر، مع تسجيل مشاركات لافتة للرياضيات السعوديات في البطولات الإقليمية، بهدف تحقيق التكافؤ الرياضي.
4. التحديات القائمة
على الرغم من الإنجازات، تواجه ألعاب القوى السعودية بعض التحديات التي تتطلب جهوداً مستمرة:
المنافسة القوية: المنافسة الشديدة من الدول الآسيوية الأخرى التي تولي ألعاب القوى اهتماماً كبيراً، مما يجعل المنافسة على الذهب في البطولات القارية صعبة.
البنية التحتية المتخصصة: الحاجة المستمرة لتطوير وتحديث المضامير والميادين الخاصة بألعاب القوى في مختلف مناطق المملكة.
الاستدامة: ضمان استمرارية برامج الدعم والتدريب طويلة الأمد للاعبين، بدلاً من التركيز على فترات زمنية قصيرة.
في الختام، تبقى ألعاب القوى في السعودية رمزاً للقوة والإرادة، وبفضل الدعم المتزايد والتخطيط الاستراتيجي، فإن الطموح يتجه نحو استعادة أمجادها وتعزيز مكانتها على الخريطة الرياضية العالمية.

