تكريم الشاعر الدكتور عبدالواحد بن سعود الزهراني

تكريم الشاعر الدكتور عبدالواحد بن سعود الزهراني في الباحة يجسد وفاء الوطن لرموزه الثقافية، ويحتفي بمسيرة أدبية امتدت لعقود من الإبداع والتميز.

في أمسية استثنائية احتضنتها منطقة *الباحة* يوم الجمعة 10 أكتوبر 2025، تم تكريم الشاعر الكبير *الدكتور عبدالواحد بن سعود الزهراني*، أحد أبرز رموز الشعر والأدب في المملكة العربية السعودية، في حفل بهيج أقيم في *قصر غرام*، بحضور نخبة من المثقفين والشعراء والمهتمين بالموروث الشعبي.

شاعر الفرائد.. صوت الوطن والقبيلة

الدكتور الزهراني، المعروف بلقب *شاعر الفرائد*، يتميز بأسلوب شعري فريد يجمع بين *الرمزية والعمق الاجتماعي*، وقد ساهم عبر قصائده في معالجة قضايا مجتمعية بارزة، متجاوزًا حدود القبيلة ليكون صوتًا للوطن بأكمله. قصائده تتسم برقي الكلمة وسحر القصيد، وتُعد من أبرز ما قُدم في فن *العرضة الجنوبية*.

احتفالية متعددة الفنون

الحفل لم يكن مجرد تكريم، بل كان *احتفاءً شاملاً بتجربة أدبية موسوعية*، حيث شاركت فيه الفنون المسرحية والموسيقية والتشكيلية والخط العربي. قدم الفنان *راشد الشمراني* عرضًا مونودراميًا يستعرض مسيرة الزهراني، بينما عزف الفنان *سعد الحارثي* مقطوعات موسيقية مستوحاة من فلكلور الجنوب.

توثيق المسيرة الأدبية

اللجنة المنظمة للحفل أصدرت كتابًا يوثق تجربة الدكتور الزهراني، متضمنًا آراء النقاد والكتّاب حول إنتاجه الشعري، الذي انتقل من *الخطابية المباشرة إلى الرمزية العميقة*، مما جعله من الشعراء القلائل الذين استطاعوا أن يخلّدوا نصوصهم عبر تعدد القراءات والتأويلات.

انتماء للمكان والهوية

ينتمي الدكتور الزهراني إلى منطقة *السروات*، وقد جسّد في شعره *الهوية الجبلية* للباحة، مستعرضًا صفات أهلها من *الشجاعة والكرم والفروسية والعلم*. كما عبّر عن انتمائه العميق لدينه ووطنه ومليكه، مما جعله رمزًا ثقافيًا شامخًا في المملكة.

كلمات الوفاء

الحفل شهد كلمات مؤثرة من أبناء قبيلة *زهران*، الذين وصفوه بأنه *ظاهرة أدبية* خرجت عن النسق المعتاد، تجمع بين *الأديب، اللغوي، الباحث، والمربي*. وقد عبّر الحضور عن امتنانهم لعطاءاته التي أثرت الساحة الأدبية، مؤكدين أن هذا التكريم هو أقل ما يُقدم لرجل جمع بين *القيادة التربوية والإبداع الشعري*.

تكريم الدكتور عبدالواحد الزهراني ليس مجرد احتفاء بشاعر، بل هو تكريم لثقافة وطن، وتأكيد على أن الإبداع الحقيقي يجد من يحتفي به ويخلّده في ذاكرة الأمة.