
أصبح قطاع العمل الحر في بريطانيا ملاذًا آمناً للأشخاص الذين فقدوا وظائفهم أو يعانون من ضغوط اقتصادية. ويُجسد هذا التغير مدى مرونة البريطانيين وقدرتهم على التكيف، إذ اكتسب العديد من المهنيين مهارات تخصصية وتجارية قيمة من خلال التعلم الذاتي بعيدًا عن المؤسسات التعليمية المعتادة.
يتجه العديد من الموظفين نحو نظام العمل المستقل بحثًا عن المرونة والاستقلالية، خاصة في ظل تزايد حالة عدم الاستقرار في سوق العمل التقليدي. وقد شهدت فئة “العمل الحر الفردي” نموًا هائلاً منذ سبعينيات القرن الماضي.
ومع ذلك، تشير الدراسات إلى أن العاملين في الوظائف التقليدية أصبحوا أكثر عرضة لفترات البطالة أو الركود الاقتصادي الحديثة. هذا يوضح أن العمل الحر تحول في كثير من الحالات إلى خيار اضطراري وليس مجرد اختيار طوعي، مما يدفع عدداً متزايداً من الأفراد للجوء إليه كمصدر دخل بديل في ظل صعوبة الحصول على وظائف تقليدية مستقرة.
يتوازى هذا التوجه مع الظاهرة العالمية في دول مثل الولايات المتحدة. وفي هذا السياق، أكدت بيانات موقع “ذا فريلانس إنفورمر” أن العاملين بنظام العقود المؤقتة يمنحون اهتماماً أكبر للتدريب وتنمية المهارات، معتبرين إياها الطريق المباشر نحو الاستقرار المهني. وقد أوضحت الدراسة أن 30% من هؤلاء العاملين وضعوا التطوير المهني على رأس أولوياتهم العشرة.
يُنظر إلى جيل العاملين في قطاع العمل الحر على أنه القوة الدافعة الجديدة القادرة على إنقاذ الاقتصاد العالمي من الانهيار. ويركز هؤلاء الأفراد على الاستفادة من المنصات الرقمية لاكتساب مهارات متقدمة في مجالات حيوية مثل تصميم المواقع، والهندسة المعمارية للذكاء الاصطناعي، وصناعة المحتوى.
ووفقاً لتقرير سنوي لمنصة Fiverr شمل 3500 عامل مستقل، فإن 40% منهم يعتمدون على التعلم الذاتي دون تدريب رسمي، مستغلين الموارد التعليمية المتاحة عبر الإنترنت لبناء أعمالهم الخاصة دون الحاجة لشهادات جامعية أو مؤهلات مهنية تقليدية.
علاوة على ذلك، أكدت التقارير أن 76% من العاملين المستقلين يتبنون تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) لتنفيذ مهامهم، بينما لاحظ 64% منهم زيادة واضحة في إنتاجيتهم بفضل استخدام هذه الأدوات.



