مال

محل عطور شرقية: استثمار بروح التراث وأرباح الحاضر

لم تعد العطور في الواقع مجرد منتجات تجميلية سطحية، بل تحولت إلى هوية ثقافية متكاملة وإرث عائلي يتوارث عبر الأجيال. وفي ظل التوجه العالمي لاستعادة الأصالة والهويات الثقافية، تشهد العطور الشرقية إقبالاً متزايداً، كونها توفر توازناً فريداً بين الحداثة والتعبير عن الجذور.

ولهذا، يهدف مشروع محل بيع عطور شرقية إلى تقديم تجربة تسوق غامرة تتخطى حدود البيع والشراء التقليدية.

تتطور صناعة العطور الشرقية تقنياً مع التزامها الراسخ بالحفاظ على الجودة والأصالة التقليدية. وفي تأكيد على هذا التوجه، يشير تقرير “جراند فيو ريسيرش” إلى أن التفضيل في منطقة الخليج العربي ما زال يميل بوضوح نحو العطور الشرقية الثقيلة والمميزة؛ حيث تصل نسبة المستهلكين الذين يفضلونها على نظيرتها الغربية الخفيفة إلى 70%.

ويؤكد حجم سوق العطور الشرقية العالمي النمو المطرد والفرص الاستثمارية الهائلة في هذا القطاع. وتظهر أحدث تقارير “جراند فيو ريسيرش” (يونيو 2024) أن حجم السوق يقدر حالياً بنحو 12.3 مليار دولار، مما يرسخ توقعات مستقبلية واعدة للغاية.

ومن المتوقع أن يواصل السوق نموه القوي، ليصل إلى 18.5 مليار دولار بحلول عام 2029، محققاً معدل نمو سنوي مركب يبلغ 8.5%. ويُعزى هذا النمو الاستثنائي إلى عوامل رئيسية متضافرة، أهمها: تزايد الاهتمام بالمنتجات التراثية في الأسواق العالمية، وارتفاع القوة الشرائية في الأسواق الخليجية، بالإضافة إلى التوجه الواسع للشباب نحو المنتجات التي تعكس هويتهم الثقافية.

على الصعيد الإقليمي، يشهد سوق العطور نمواً كبيراً، حيث سجلت المملكة العربية السعودية وحدها نمواً ملحوظاً بنسبة 15% العام الماضي (وفق بيانات وزارة التجارة 2024)، مما يؤكد النشاط الاقتصادي في قطاع الرفاهية. وفي السياق الخليجي الأوسع، تُقدر غرفة تجارة دبي حجم سوق العطور الشرقية في دول الخليج بـ 4.5 مليار دولار (تقديرات 2025)، مع توقعات بنمو سنوي يتراوح بين 8 و10% في الأعوام الخمسة المقبلة. ويُعزى هذا الازدهار الإقليمي إلى تزايد الطلب على العطور الشرقية التقليدية والفاخرة في دول كالسعودية والإمارات، بالإضافة إلى الاهتمام المتنامي بالعلامات التجارية التي تجمع بين التقاليد والكماليات العصرية.

تبرز الدوافع الاستثمارية في قطاع العطور من خلال هوامش الربح المغرية التي قد تصل إلى 60% في المنتجات الفاخرة. كما يتمتع القطاع بدعم حكومي واسع عبر مبادرات وطنية مثل “هوية” و”تراث”، مما يقلل المخاطر ويسهل إجراءات التأسيس.

يبدأ التخطيط للمشروع بإجراء دراسة معمقة وشاملة للسوق، تشمل تحليل الأذواق السائدة وتحديد الفئة المستهدفة. ويتبع ذلك اختيار الموقع التجاري المناسب الذي يتوافق مع هوية المشروع، مع تفضيل المناطق التي تشهد كثافة عالية من المستهلكين المهتمين بمنتجات الرفاهية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم Adblocke

https://rmse.sa/wp-content/uploads/2025/02/Download-Adblock.webp