عام

الهديّة بين الدول والشعوب: جسور ثقافية أم رسائل سياسية؟

تهادوا تحابُّوا

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((تهادوا تحابُّوا))؛ رواه البخاري في “الأدب المفرد”، وأبو يعلى، بإسناد حسن.

الهدايا ليست مجرد أشياء تُبادَل، بل رموز تحمل في طيّاتها رسائل عميقة، وقد بات “فنّ الدبلوماسية بالهدية” وسيلة فعّالة لتعزيز العلاقات بين الدول والشعوب.

من القدم حتى اليوم: من العبث إلى الاستراتيجية

العرب الاكثر سخاء في تقديم الهدايا

كتبت صحيفة 24 الفرنسية مقالا بعنوان
العاهل السعودي الملك عبدالله رحمه الله الاكثر سخاء في تقديم الهدايا
ليس بغريب على من يتبع سنة محمد صلى الله عليه وسلم هذا الكرم وحكامنا دئما ايادي بيضاء مع الجميع

منذ الحضارات القديمة، كانت تبادل الهدايا بين الملوك والسلاطين جزءًا لا يتجزأ من دبلوماسية السلطة؛ فالهدايا كانت بمثابة العملات الدبلوماسية التي تنقل هيبة الدولة وشخصيتها. وهي تحمل دلالات قوة ومركزية سياسية .

الهدايا الدبلوماسية تتخذ أشكالاً أكثر تنوعًا وثراءً. ففي عام 1972، أهدت الصين للولايات المتحدة دبّين عملاقين في ما بات يُعرف بـ”دبلوماسية الباندا”، التي كرّست كبادرة صداقة وتعاون، ولا تزال تمتد كسياسة ظلت تستقطب الاهتمام الدولي .

الإتيكيت أولًا: كيف تُختار الهدية المناسبة؟

اختيار الهدية يتطلب دقة متناهية في التلاؤم مع ثقافة الدولة المستقبلة وهذه بعض الإرشادات الأساسية:

يجب أن تعكس الهدية تراث الجهة المانحة وأن ترسخ للعلاقات الثقافية والتاريخية .

لا بد أن ترتبط بذوق الشخص وموقعه، وتُراعى مفاهيم الإيذاء الرمزي؛ فبعض الأمور كالساعة المغلفة باللون الأبيض في الصين قد تُفسر على أنها تمني الموت أو الحداد .

الهدايا بين الشعوب: التقارب عبر البساطة

على مستوى الشعوب، لا تقل الهدايا الرمزية او العينية بين الأفراد عن تأثيرها الدبلوماسي. يمكن للهدية مثل اطراء دوله أو تحجيج حاج أو عمل شيلة مثل شيلة نسمو معاً من المملكة العربية السعودية الى اخواننا السوريين كان لها الاثر بين البلدين او تهدي علم او شعار او صورة – أن تعكس العلاقات الأسبق، وتكون حجر أساس لبناء الثقة والمحبة بين الشعوب .

في الختام

الهدايا، سواء بين الدول أو الشعوب، ليست مجرّد أشياء تُعطى، بل رسائل تنطق بالحوار، وتبني جسورًا لا تُرى، بين ثقافات وحضارات. وفي عالم يتغيّر بوتيرة متسارعة، يبقى التبادل الرمزي – إن وُظّف بحكمة – لغة تعكس الاحترام، وتعزّز الأواصر، وتؤسس لتفاهمٍ أكثر عمقًا.

علي هياس

موسس صحيفة رمس الالكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم Adblocke

https://rmse.sa/wp-content/uploads/2025/02/Download-Adblock.webp