سياحة وسفر

سوق بريدة للتمور .. عاصمة التمور العالمية وكرنفال الاقتصاد والتراث

تُعد منطقة القصيم، وتحديداً مدينة بريدة، محوراً رئيسياً في خارطة إنتاج وتجارة التمور العالمية. ففي كل عام، يتحول سوق بريدة للتمور إلى أكبر تجمع موسمي لبيع التمور في العالم، مُشكلاً كرنفالاً اقتصادياً وثقافياً لا مثيل له، حيث يتلاقى عبق الأصالة مع حيوية التجارة العالمية.

القصيم: أرض النخيل والذهب الأصفر
تتمتع منطقة القصيم بميزة جغرافية ومناخية مثالية لزراعة النخيل، حيث يُقدر عدد النخيل فيها بالملايين، وتُنتج المنطقة كميات هائلة من أجود أنواع التمور. هذا الإنتاج الضخم جعلها تستحق لقب “عاصمة التمور العالمية”.

كرنفال بريدة: الأضخم عالمياً في العرض والمبيعات
سوق بريدة ليس مجرد مكان لبيع التمور، بل هو “كرنفال” يمتد موسمه لعدة أشهر، عادةً ما يبدأ في شهر أغسطس ويستمر مع موسم “صرام النخل”. وقد حاز الكرنفال على اعتراف عالمي، حيث دخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأكبر مهرجان للتمور في العالم.

 القوة الاقتصادية والمالية:
حجم المبيعات: تُقدر مبيعات السوق بمليارات الريالات السعودية سنوياً، ما يجعله ركيزة اقتصادية بارزة في المنطقة، وينعش الحركة التجارية بأسعار تنافسية.

صفقات المزادات: يتميز السوق بآلية المزادات الصباحية، حيث يتوافد التجار والمستثمرون من مختلف دول الخليج والعالم للتنافس على شراء أجود المحاصيل بالجملة، مما يعزز من حركة التصدير.

فرص العمل: يوفر الكرنفال آلاف الفرص الموسمية للشباب والأسر المنتجة، مما يسهم في دعم الاقتصاد المحلي.

 التنوع والريادة في الأصناف:
يعرض سوق بريدة أكثر من 30 صنفاً من التمور الفاخرة، تتنوع في الشكل والحجم والقيمة الغذائية، ويأتي على رأسها:

السكري: يُعد التمر السكري أيقونة القصيم، ويشكل نسبة كبيرة من الإنتاج لجودته العالية ومذاقه المميز، وهو الأكثر طلباً في الأسواق المحلية والعالمية.

الخلاص: من الأصناف الفاخرة المعروفة عالمياً بجودتها وطعمها.

البرحي، الصقعي، الشقراء: وغيرها من الأصناف التي تلبي جميع الأذواق والاستخدامات.

 المنصة الثقافية والتراثية:
لا يغفل كرنفال بريدة البعد الثقافي والتراثي، فبالإضافة إلى التجارة، تُقام فعاليات مصاحبة تهدف إلى:

العناية بالنخيل: تبادل الخبرات والمعارف في زراعة النخيل وإنتاج التمور وفقاً للمعايير العالمية.

التصنيع الغذائي: الترويج للمنتجات المشتقة من التمور مثل “الكليجا” (التي بفضلها أُدرجت بريدة في شبكة اليونسكو للمدن المبدعة)، والمربيات، والمعمول، مما يدعم الابتكار في الصناعات التحويلية.

التوعية والتثقيف: استضافة وفود رسمية وسياحية للتعرف على مكانة التمور في الثقافة السعودية.

المستقبل: من السوق إلى الصناعة
في إطار “رؤية 2030″، تتجه المملكة نحو تطوير قطاع النخيل والتمور ليصبح مورداً اقتصادياً مستداماً. سوق بريدة للتمور هو نقطة الانطلاق لهذه الرؤية، حيث لا يهدف فقط إلى بيع المنتج الخام، بل إلى تحويله إلى صناعة متكاملة تدعم الأمن الغذائي وتفتح آفاق التصدير، مؤكدةً أن التمرة ليست مجرد غذاء، بل هي رمزٌ للتراث ومحرك للاقتصاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم Adblocke

https://rmse.sa/wp-content/uploads/2025/02/Download-Adblock.webp